تطوير الذات

والت ديزني: من سائق إسعاف إلى إمبراطور الرسوم المتحركة

والت ديزني: من سائق إسعاف إلى إمبراطور الرسوم المتحركة

نشأة صعبة وبداية شغف:

ولد والت ديزني، واسمه الحقيقي والتر إلياس، في الخامس من ديسمبر عام 1901، في ولاية ميسوري الأمريكية. عاش طفولة قاسية نوعًا ما، مُتأثّرًا بقسوة والده على عائلته. لكن سرعان ما اكتشف شغفه بالرسم، مستغلًا وقت رعاية الحيوانات في المزرعة لرسمها ومراقبة حركاتها. واجه ديزني وعائلته ظروفًا صعبة بعد مرض والده واضطرارهم لبيع المزرعة، فانتقلوا للعيش في منزل للإيجار، حيث ساعد والده في تأسيس مطبعة للصحف المحلية.

العمل والخدمة العسكرية:

مع بلوغه سن الخامسة عشر، عمل ديزني وشقيقه روي في مطبعة والده، مستغلّين أوقات فراغهما لتوزيع الصحف. لم ينسَ ديزني شغفه بالرسم، فالتحق بدروس ليلية بعد انتهاء عمله. وعندما حلت الحرب العالمية الأولى، التحق ديزني بالجيش كسائق إسعاف، حيث عمل في فرنسا مع بعثة للصليب الأحمر. خلال الحرب، جمع ديزني تذكارات من بقايا الحرب لبيعها بعد انتهاء الحرب، ممّا مكّنه من العودة إلى وطنه وملاحقة شغفه بالرسم.

البدايات المتعثرة وظهور ميكي ماوس:

لم يكن حظ ديزني بالغًا في بداية مسيرته، فواجه العديد من المحاولات الفاشلة قبل أن يلتقي بالأشخاص المناسبين للعمل معهم. أسس معهم استوديو “Laugh-O- Gram” لإنتاج أفلام رسوم متحركة قصيرة مستوحاة من القصص الخرافية. واجه ديزني إفلاس شركته بعد إنتاجه لفيلمين قصيرين وفيلم “أليس في بلاد العجائب” بسبب التكاليف المرتفعة وقلة العائدات.

الانطلاقة من هوليوود:

لم يستسلم ديزني، فأسس مع شقيقه روي استوديو جديدًا في هوليوود. حقق هذا الاستوديو نجاحًا هائلاً من خلال إنتاجه لمسلسل “Alice Comedies” الذي دمج بين الرسوم المتحركة والصور الحقيقية. قاد هذا النجاح إلى توقيع عقد لإنتاج 12 فيلمًا، ومن ثم ابتكار شخصية ميكي ماوس الشهيرة. توالت إبداعات ديزني لتشمل أفلامًا خالدة مثل سنووايت، بينوكيو، بامبي، وفانتازيا.

إمبراطورية ديزني:

تحولت شركة والت ديزني إلى إمبراطورية إعلامية ضخمة، تضم شبكات تلفزيونية (مثل ABC و ESPN) وقنوات ديزني، وشركات إنتاج وتوزيع. نالت أفلام ديزني حبّ الصغار والكبار في جميع أنحاء العالم، بينما فتحت مدن ديزني الترفيهية أبوابها لاستقبال العائلات للاستمتاع بشخصيات ديزني المحبوبة. حصد ديزني العديد من الجوائز، بما في ذلك 22 جائزة أوسكار، وتبلغ مبيعات شركته اليوم ما يقارب 36 مليار دولار سنويًا.

خاتمة:

تُجسّد قصة والت ديزني رحلة ملهمة من التحديات إلى النجاح، مُؤكّدةً على قوة الأحلام والمثابرة. لقد حوّل شغفه بالرسم إلى إمبراطورية إعلامية تُسعد الأجيال وتُخلّد ذكراه كأحد رواد الرسوم المتحركة في العالم.


السابق
الكايزن: رحلتك نحو التطوير المستمر
التالي
لماذا يجب عليك تجربة موقع Loecsen لتعلم اللغات؟

اترك تعليقاً