معرفة

ما هي أنواع الذكاء؟

مفهوم الذكاء

الذكاء هو القدرة على التفكير والتعلم والتعامل مع المشكلات والتكيف مع البيئة المحيطة بشكل فعال. يتضمن الذكاء العديد من القدرات العقلية مثل القدرة على التحليل والتفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات وتذكر المعلومات وتطبيقها بشكل فعال.

ويمكن أن يتم تصنيف الذكاء إلى ثلاثة أنواع: الذكاء العام أو ما يعرف بـ”مقياس الذكاء العام” والذي يعني القدرة العامة على التفكير والتحليل وحل المشكلات، والذكاء العاطفي وهو القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتحكمها وإدارة عواطف الذات، والذكاء الاجتماعي وهو القدرة على التفاعل الاجتماعي والتعامل مع الآخرين بشكل فعال.

يمكن قياس الذكاء عن طريق اختبارات الذكاء التي تقيس القدرات العقلية المختلفة، مثل اختبارات IQ، ولكن هناك أيضًا العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على الذكاء، مثل الوراثة والبيئة والتعليم والخبرة.

لماذا يختلف الناس في مستوى الذكاء

هناك عدة عوامل تؤثر في اختلاف مستويات الذكاء بين الأفراد، منها:

1- العوامل الوراثية: يعتقد بأن الجينات تلعب دوراً في الذكاء، ولكن لا يمكن الجزم بأنها العامل الوحيد في تحديد مستوى الذكاء.

2- البيئة: يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بالفرد، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، في تحديد مستوى الذكاء.

3- التدريب والتعليم: يمكن للتدريب والتعليم أن يؤثر بشكل كبير في تحسين مستوى الذكاء وتطويره.

4- الخبرات الحياتية: يعتقد بأن الخبرات الحياتية والتحديات التي يواجهها الفرد يمكن أن تساعد في تحسين مستوى الذكاء.

5- الصحة العقلية والجسدية: يمكن أن تؤثر الصحة العقلية والجسدية على مستوى الذكاء، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثر بعض الأمراض العقلية على القدرة الذهنية والمعرفية للفرد.

بشكل عام، يمكن أن يتأثر مستوى الذكاء بعدد من العوامل المختلفة، ولكن الدراسات تشير إلى أنه لا يمكن تحديد العامل الوحيد الذي يؤثر على تحديد مستوى الذكاء للفرد.

ما هي انواع الذكاء التسعة ؟

تعتبر نظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences Theory المقترحة من قبل عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر Howard Gardner، من أشهر النظريات التي تفسر مفهوم الذكاء.

ووفقًا لنظرية غاردنر، فإن الذكاء ليس مجرد قدرة على حل المشاكل الرياضية أو اللغوية، بل يمكن تصنيفه إلى تسعة أنواع مختلفة وهي:

الذكاء اللغوي

يعبّر الذكاء اللغوي عن قدرة الشخص على استخدام الكلمات بفاعلية. ويعتقد البعض أنه وفي حال كنت تتقن أكثر من لغة بطلاقة، فأنت تتمتّع بذكاء لغوي ملحوظ.
لكن إتقان عدّة لغات ليس الأمر الوحيد الذي يجعلك ذكيًا لغويًا، ربما تعرف لغة واحدة فقط، لكنّك مع ذلك تتمتّع بقدرات عالية في استخدام هذه اللغة بالذات. بمعنى آخر، فالذكاء اللغوي يعبّر عن قدرتك على استخدام الكلمات بطريقة مميزة توضّح ما تعنيه.

الذكاء المنطقي

غالبًا ما يُقاس ذكاء الشخص بناءً على قدراته المنطقية، أو مهاراته في حلّ المسائل الرياضية. وهذا أحد أنواع الذكاء وأشهرها، لكنه ليس الوحيد بالطبع.
يعبّر الذكاء المنطقي عن منطق استقرائي واستنتاجي لدى الشخص بالإضافة إلى مهارات حسابية مميزة. باستطاعة الشخص الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء التفكير بشكل نظري ومجرّد. حيث أنه لا يجد صعوبة في التعرّف على الأنماط المختلفة وتحديد العلاقات بينها، فضلاً عن ذلك فهو يتمتّع بترتيب وتسلسل لا مثيل له في التفكير.

الذكاء البصري 

صدّق أو لا تصدّق، هنالك أشخاص يواجهون صعوبة في رؤية العالم وتصوّره بأبعاده الثلاثية. وعندما نتحدّث عن القدرة على التفكير بطريقة ثلاثية الأبعاد، فذلك يتضمّن:

  1. التصوّر العقلي أو قدرة الشخص على أن يرسم في مخيّلته صورة تمثّل العالم المادي. سواءً كانت تلك ذكرى من الماضي أو تجربة حقيقية مع شيء ما، فهذا الشخص يستطيع أن يرى “في عقله” هذا الشيء بوضوح تام حتى لو لم يكن موجودًا أمامه.
  2. المنطق المكاني أو القدرة على التفكير بالأشياء بأبعادها الثلاثية، حتى على الرغم من امتلاك معلومات محدودة عنها. ويتضمّن ذلك أيضًا القدرة على رسم فكرة عامة واضحة بناءً على معلومات محدّدة.
  3. معالجة الصور أو القدرة على رؤية صورة معيّنة وتخيّل كيف ستكون بعد معالجتها أو إجراء تعديلات عليها. يواجه البعض مشكلة في تصوّر النتيجة النهائية لصورة أو لوحة معينة في حال تمّ التعديل عليها، بينما يستطيع البعض الآخر وبكلّ سهولة تخيّل الشكل النهائي لها بعد عملية التعديل.
  4. المهارات الفنية، وهي القدرة على إنتاج أعمال فنية. ويندرج التصميم الجرافيكي تحت هذه الفئة أيضًا، فالإبداع والمخيلة الواسعة تعتبر ميزات مهمّة لهذا النوع من الذكاء.

الذكاء الطبيعي

تعتبر القدرة على قراءة وفهم الطبيعة وجميع الكائنات الحيّة أحد أنواع الذكاء. إن كنت تتمتّع بوعي وشعور قوي اتجاه الكائنات الحية وحتى الجمادات من حولك، فأنت ذكي طبيعيًا! ومن السمات الأخرى التي تشير إلى امتلاكك هذا النوع من الذكاء:

  • حبّك للطبيعة والاستمتاع بقضاء الوقت خارجًا.
  • القدرة على التواصل مع مختلف الحيوانات بسهولة.
  • الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة أو زراعة النباتات.

يمكن للأشخاص الذين يتمتّعون بهذا النوع من الذكاء العمل كعلماء نباتات، مزراعين أو خبراء زراعيين، أو العمل في الحدائق والغابات.

الذكاء الموسيقي

هل تستطيع الترنيم بلحن معين؟ هل تستطيع التمييز بين أجزاء وتفاصيل صوت ما؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت تمتلك ذكاءً موسيقيًا. ممّا يعني أنّك شخص حسّاس للنغمات والأصوات. هذا النوع من الأذكياء يتميزّ بالصفات التالية أيضًا:

  • القدرة على تمييز الأصوات المختلفة وتجزئتها والتلاعب بالنغمات وحدّة الصوت.
  • حب الموسيقى والقدرة على تمييز المقطوعات الموسيقية المختلفة والتأثر بها.
  • الاستمتاع بتشغيل الموسيقى أو أي نوع من الأصوات أثناء القيام بالأعمال الروتينية المختلفة.
  • امتلاك حساسية عالية للأصوات، والقدرة على سماع الأصوات الدقيقة التي قد لا ينتبه لها الآخرون.

الذكاء الوجودي

قد يبدو هذا النوع من الذكاء بالنسبة للبعض عميقًا للغاية، لكن القدرة على التعامل مع القضايا الوجودية يعتبر أيضًا من أنواع الذكاء. يتميّز هذا النوع بالقدرة على الخوض في أسئلة جدّية للغاية، ممزوجة بحساسية عالية وشغف كبير للبحث عن إجابات عن هذه الأسئلة.

أنت تتمتّع بهذا النوع من الذكاء في حال كنت:

  • تملك فضولاً كبيرًا للإجابة عن أسئلة وجودية مثل: لماذا نعيش؟ أو لماذا نموت؟ أو مالذي سيحدث بعد الموت؟…الخ.
  • تظهر حساسية عالية عندما يتعلّق الأمر بوجود الإنسان.

أكثر الوظائف التي تناسب هؤلاء الأشخاص تتمثل في علم النفس، أو اللاهوت، كما أنّ المتحدّثون التحفيزيون يتمتّعون بهذا النوع من الذكاء أيضًا.

الذكاء الجسدي

هل سبق أن سمعت عن تناسق حركة اليد مع العين؟ يُعرف عن الأشخاص الذين يمتلكون هذا التناسق بأنّهم رياضيون بارعون. على الرغم من أنه من النادر أن تطلق صفة الذكاء على المتفوقين رياضيًا.

أما بالنسبة للذكاء الجسدي الحركي، فهو يعبر بشكل رئيس عن المهارات الجسدية والقدرة على استخدام القوة الجسدية للسيطرة على الأشياء المختلفة من حولك.

نجد عادة الأشخاص الذين يتمتّعون بهذا النوع من الذكاء يعملون كرياضيين، راقصين، بهلوانيين، أو ممثلين على المسرح. ليس هذا وحسب، الحرفيون الذين يبرعون في صنع أشياء دقيقة ذات تفاصيل عالية يمتلكون هذا النوع من الذكاء، لكن ربّما أفضل مثال على الذكاء الجسدي الحركي، الجرّاحون الذين يحسنون استخدام أيديهم بدقة عالية بحيث تحدّد كلّ حركة يقومون بها مهما كانت بسيطة، سير حياة المريض داخل غرفة العمليات.

الذكاء الشخصي

ترتبط المشاعر ارتباطًا وثيقًا بالذكاء أيضًا، حتى إن هناك ما يعرف بالذكاء العاطفي الذي يُشار له اختصارًا بـ EQ. ويعبّر الذكاء الشخصي أو العاطفي عن قدرة الشخص على الإحساس بمشاعر الآخرين وقراءة دوافعهم. حيث يُعرف عن الأشخاص الذين يتمتّعون بهذا النوع من الذكاء بأنهم يمتلكون مهارات تواصل شفوية وغير شفوية عالية.

يمكن للأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا كبيرًا أن يعملوا في مجالات التدريس، العمل الاجتماعي، والسياسة. كما يستعين الممثلون أيضًا بقدراتهم الشخصية لتقمّص أي شخصية يريدونها.

الذكاء الداخلي

يعدّ الوعي الذاتي أيضًا واحدًا من أنواع الذكاء. إذا كنت تفهم نفسك، وتعلم تمامًا مالذي تشعر به والسبب وراء شعورك هذا، وإذا كنت تعرف ما تريد فأنت تتمتّع بذكاء داخلي مميّز. وقد يخلط البعض بين الذكاء الداخلي وبين النرجسية نظرًا لأن كلاهما يصبّ اهتمامًا كبيرًا على الشخص نفسه، لكن ما يميّز الشخص الذكي داخليًا عن النرجسي هو أنّ الذكي يتمتّع بتقدير كبير واحترام الآخرين، ممّا يعني أنه يحترم ذاته ويحترم الآخرين من حوله أيضًا.

كيف تنمي ذكاءك

هناك عدة طرق لتنمية الذكاء، ومنها:

1- التعلم المستمر: يمكن تنمية الذكاء من خلال تعلم مواضيع جديدة ومختلفة، سواء من خلال القراءة أو الدورات التدريبية أو المحادثات مع الخبراء في المجالات المختلفة.

2- العمل الجماعي: يمكن تعزيز الذكاء الاجتماعي والتعاوني من خلال العمل مع فريق من الناس الذين يمتلكون مختلف المهارات والخبرات.

3- تحدي العقل: يمكن تحدي العقل من خلال حل الألغاز والألعاب الذهنية وحل المشاكل الصعبة، والتفكير بطريقة مختلفة لحل المشاكل المعقدة.

4- التدريب العقلي: يمكن تحسين الذاكرة وتنمية القدرة على التركيز والتحليل والتفكير النقدي من خلال ممارسة الألعاب العقلية والتدريبات العقلية.

5- الرياضة: يمكن تعزيز الذكاء الجسدي-حركي وتحسين القدرة على التركيز والانتباه من خلال ممارسة التمارين الرياضية المختلفة.

6- النوم الجيد: يجب الحرص على الحصول على نوم كافي وجيد لأنه يساعد في تجديد العقل وترميم الذاكرة.

7- العناية بالصحة العامة: يجب الحرص على الحفاظ على صحة الجسم والعقل عن طريق تناول الغذاء الصحي والتخلص من التوتر والضغوطات اليومية.

8- الاستمتاع بالفنون: يمكن تحفيز الذكاء الموسيقي والتعبيري والتعلم من خلال الاستمتاع بالفنون المختلفة، مثل الرسم والموسيقى والأدب.

9- الاهتمام بالتحليل الذاتي: يمكن تحسين الذكاء الداخلي-الشخصي عن طريق الاهتمام بالتحليل الذاتي وتطوير الوعي الذاتي والتحكم في العواطف والتفاعلات الاجتماعية، وذلك عن طريق ممارسة التأمل واليوغا والتفكير الإيجابي والتعامل بشكل صحيح مع المشاعر السلبية.

هناك أيضًا بعض الأشياء الأخرى التي يمكن القيام بها لتنمية الذكاء، مثل تعزيز الفضول والتفاعل مع الأشخاص الملهمين وتطوير شبكة اجتماعية متنوعة والاستمرار في التحدي والابتعاد عن الراحة والروتين وتناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية الهامة لصحة الدماغ.


Abo Zain

صيدلي ومدون في موقع لنقرأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى